اقسام المدونة
- أدباء (3)
- الصحة (5)
- انترنت (2)
- شخصيات (2)
- شعر (2)
- غرائب وعجائب (1)
- مقالات اسلامية (5)
- مقالات تربوية وتعليمية (2)
- مقالات علمية (7)
- مقالات منوعة (10)
من ثراء الكتاب إلى خواء النت
6:21 ص | مرسلة بواسطة
khadija |
تعديل الرسالة
فبعد أن كنتُ مولعةً بسحر الكلمه , مفتونةً وبدرجةٍ طاغيه بسطوةِ الكتاب , لاأكتفي من معاشرته يوماً بعد يوم ولاأملّ احتضانه ولثمه وعناقه الساعات الطوال , وجدتني مدفوعةً _ وبحكم المقولةِ التي تنص على أنك إن لم تجارِ العصر فأنت متخلف ودقه قديمه _ إلى الإستجابه لداعي المسايره والرغبه في أن أكون( بنت مودرن ) , ولاأخفيكم أنني كنت أغتاظ من إيماءات البعض لي بأنني ( مغبّره ) و ( ماعندي سالفه ) كوني لاأمتلك ( لاب توب ) خاص بي ولاأعرف دهاليز النت ومدنه وساحاته .
وفي كل صباح كنت أرى زميلاتي في العمل وهن يحملن حقائب الكمبيوتر المحمول ثم يشْرعن بالنقر علي لوحته ودوماً ما كنت أردد في نفسي ( ياحليلكم والله انتوا اللي ماعندكم سالفه ) , وكان يقيني قوياً بأن مايفعلنه مجرد هراء , ومما عمل على تأكيد يقيني هذا أنه في كل مره كنا نُجري فيها حواراً ما حول قضيةٍ ما , تكون( أنا المغبّره ) من تمسك بزمام الحوار وإدارته وتفنيده وتوسيعه ومن ثَم الفوز به .
في نهاية الأمر ألفيتني ملكوزةً _ بدافع الفضول من جانب , ومن جانبٍ آخر بدافع اقتحام المجهول الذي قد يمنحني شيئاً مفيداً , ومهموزةً بأكبرِ محرّضٍ لي ألا وهو مجرد المسايره والعمل على وضع حدٍ لمباهاة النسوة المرافقات لي _ إلى شراء ( لاب توب ) خاص بي بدلاً من الإكتفاء بالكمبيوتر المكتبي القابع في ركن الصاله والذي لم يكن يحظى مني إلا بإطلالاةٍ نادره ,
ونكايةً بالنسوةِ اللائي كنّ يستعرضنَ بأجهزتهن الحديثه عملتُ على شراء جهاز ( سوني ) ذي اللون الأحمر [ طبعاً بالتقسيط المرير ] ثم اقتنيت كل ملحقاته مصبوغةً باللونِ الأحمر .... إذ أنني أخذتُ الأمر مجرد ( مجاكره ) .
والآن وبعد تسعةِ أشهرٍ من شرائي للجهاز واقتحامي لـ عالم النت , أتسائل: ماالذي جنيته حقاً من الشبكةِ العنكبوتية ؟
إنني طوال مكوثي أمام هذا الجهاز لم أشهق شهقة عجبْ ولم أنفُث آهة انبهار ولم أرتدي حلة القداسه التي كانت تلازمني أثناء قراءتي للكتاب , بل إنني وبعد كل عملية إغلاقٍ له أفتش عن شيءٍ ثمينٍ ظفرت به فأجدني قد أويتُ إلى غرفتي بخفيّ حنين !
أذكر أنني قرأت أن إحدى الدراسات الحديثة التي جرت في العام 2005أشارت إلى أن 50% من الجمهور الفرنسي بدأ يعزف عن شراء الكتب ويتجه إلى الإنترنت كمصدر للمعلومات والمتعه ,
وتبعاً لذلك فقد أعلن وزير الثقافة الفرنسي حالة الطواريء القصوى , فنزل هو ومجموعه من كبار الكتّاب والمؤلفين إلى الشوارع والحدائق العامه والمراكز الثقافيه والمكتبات العامه يقرؤون ويتحدثون مع الناس من حولهم عن القراءة والكتب في مهرجانٍ اسموه ( مهرجان جنون المطالعه ) !
لماذا فعلوا ذلك ؟
هل لأنهم وجدوا أن معلومات النت الجاهزه تعمل على خمول العقل , فهي لاتنشّط الذاكره ولاتمرّن عضلاتها ! ؟
أم خوفاً من انقراض الكتّاب الحقيقيون ؟
فالورقه والقلم هما من أنتجا أدباً رفيعاً لانجده في هذه الأيام !
ومن لايقرأ لايستطيع أن يكتب !
وهنا يحضرني عالم المنتديات والكتابات التي تملأ صفحاته والتي تجعلك تتساءل : إن كان لدينا كل هذا الحشد من الفاهمين والخبراء والمتخصصين , فلماذا لانزال متأخرين عن الركب ؟
الجواب وببساطه : لأنه ليس هناك من مبتدع , والعمليه لاتعدو كونها طرحٌ لفكرةٍ مأخوذةٍ من مكانٍ ما وإلباسها حلةً جديده ,
وإن تساءلنا مجدداً : لماذا لايوجد مبدعٌ في الكتابه ؟
سيبرز الجواب ياساده : إن القراءه هي المحرّض الحقيقي على الكتابه , فمامن كاتبٍ مجيد , قديمٍ أو معاصر إلا وكانت الكتب زاده وفاكهته وضوء ليله ......................لكن القوم لايقرؤون !
ولو أنهم فعلوا لعلموا أنه ماكان ثمة " جاحظ " في التراث العربي لولم يكن مولعاً بالقراءةِ صبياً , يبيت في دكاكين الوراقين ليلاً , حتى كانت آخر أنفاسه تحت كتبه ومجلداته فكان شهيد الكتب ,
وقلِّبوا إن شئتم في سيرةِ المتنبي وسارتر الوجودي وغيرهم ممن بلغوا العنان في هذا المجال لتعرفوا فضل القراءةِ عليهم وكيف أن أياديها البيضاء أوصلتهم إلى مابلغوه .
إنك بالقراءه تجوب البلدان , تعرف الحقيقه فتلتمس الحريه , تفهم الحاضر وتقفز للمستقبل بعيونٍ أبصرت الماضي فـــ وعت عظاته ,
أنت بالقراءه تعيش أكثر من حياه وأكثر من تجربه !
وحين سئل ( فولتير ) عمن سيقود الجنس البشري أجاب : الذين يعرفون كيف يقرؤون ,
وربما كان هذا مادفع مالكوا الرقيق في امريكا إلى رفض مجرد فكرة شعبٍ أسود متعلم وبناءً عليه فقد حرّموا على السود حتى قراءة الإنجيل !
صحيح أننا نلِج عالم المنتديات طمعاً في تقوية قدراتنا الكتابيه , لكن لابد أن يسبق ذلك تركيزٌ على ذواتنا , فنقلِّب مابدواخلها ونطوّره وننميه , ولاسبيل لتلك التنمية إلا بالقراءه , فبعد بذور الموهبه لابد وأن نمتلك جمهوراً من الكلمات وقوافل من الكتب والفهارس والمعاجم والقواميس , لابد أن نمر على الموروثات الشعبيه وكتب الأمثال والحكم ,
لابد أن نقرأ ونقرأ ونقرأ ..................................... ثم نعاود القراءه ,
فالكاتب الجيد قاريءٌ جيد .
أنا من بدل بالكتب الصحابا ....................لم أجد لي وافياً إلا الكتابا
صاحبٌ إن عبته أو لم تعب....................ليس بالواجد للصاحب عابا
كلما أخلقته جددنـــــــــــــي..................وكساني من حلى الفضل ثيابا
صحبةٌ لم أشك منها ريبةٌ ....................وودادٌ لم يكلّفني عتابــــــــــا
التسميات:
مقالات منوعة
مقالات منوعة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات: