أرشيف المدونة

لماذا يتوجه الشباب الى تعاطى المخدرات؟ سؤال فى غاية الاهمية وبالطبع توجد اجوبة كثيرة اهى من اسباب البطالة ام من اسباب عدم القدرة على الزواج لظروف مادية اومعنوية ام من اسباب اخرى خافية..!!!
توصل بعض علماء النفس الى بعض هذه الاسباب ومنها:
1_الحل السريع لتخفيف الشعور بالملل .
2_زيادة الإحساس بالشجاعة والثقة بالنفس .
3_الهروب من مشكلات عائلية تواجه متعاطيها.
4_
إعتبارالمخدرات وسيلة للتغلب على الخجل .
5_الرغبة في الإنتماء إلى جماعة والإنضمام إلى مجموعة من الشباب وهو ما يعرف بـ ( ضغط الأقران ) .
6_الهروب من الضغوط الحياتية مثل البطالة والفقر والتشرد .
7_غياب الرقابة الأسرية الحكيمة .
8_مهارة التسويق وإصطياد الشباب من قبل تجار المخدرات .
9_
ضغوط المجتمع والثقافات المحيطة .
وبالطبع توجد اسباب اخرى لم يتوصل العلماء اليها ولكن سوف يتم الكشف عنها فى القريب الاحق.
بعض التحدث عن اسباب المخدرات نذهب فى جولة الى معرفة تاريخ المواد المخدرة.
يعود عهد المواد المخدرة الى 5000 سنة حيث قام القدماء بزراعةنباتات مخدرة لاغراض ترفيهيه وطبيه واجتماعية ولكن فى البديات المعاصره قام الغرب باستخدام فى اغراض طبية ووصفها الى بعض الامراض
وفى الحرب الاهلية الامريكية استخدام المروفين كعلاج الى بعض الاصابات حتى سمى ادمان المروفين انذاك "مرض الجندى" وفى سنة 1898انتجت شركة باير فى المانيا مادة مخدرة جديدة على اعتبار انها اقل خطورة وهى مادة الهيروين والتى تبين انها اكثر خطورة من المروفين وعندما ادرك الناس مخاطر المخدرات كانت المخدرات انتشرات وبشكل واسع.
هناك اشكال كثيرة للمخدرات ومنها : هناك عدة طرق لتصنيف المخدرات كان يتم تقسيمها إلى سموم بيضاء مثل: الهيروين والكوكايين والسموم السوداء مثل: القنب(الحشيش) والأفيون أو وفقاً لتأثيراتها على الجهاز العصبي المركزي.
1_ المواد المسكنة للألم مثل: المورفين، كودايين، هيروين، هيدرومورفين والميثادون.

2_المهدئات مثل: الباربيتيورات والبنزودايازبين والمذيبات وغيرها.


3_المنبهات/المنشطات مثل: أوراق الكوكا (الكوكايين) والأمفيتامين.
4_المواد المحدثة للهلوسة مثل: الكيتامين، فطر عش الغراب.
وتنواع اشكال وانواع المواد المخدرة لكى تصل بما تهدف اليه وهو تدمير الشباب.

اضرار الادمان :
هناك اضرار كثيرة مرتبطة بالادمان على جميع المستويات الاجتماعية و الصحية والاقتصادية .
الاضرار الاجتماعية:
1_انهيار المجتمع وضياعه بسبب ضياع اللبنة الأولى للمجتمع وهي ضياع الأسرة .
2_تسلب من يتعاطاها القيمة الإنسانية الرفيعة .
3_تؤدي بالإنسان إلى تحقير النفس فيصبح دنيئا مهانا لا يغار على محارمه ولا على عرضه ، وتفسد مزاجه ويسوء خلقه .
4_عدم احترام القانون ، والمخدرات قد تؤدي بمتعاطيها إلى خرق مختلف القوانين المنظمة لحياة المجتمع في سبيل تحقيق رغباتهم الشيطانية .
الاضرار الصحية:
1_التأثير على الجهاز التنفسي .
2_تأثير المخدرات على الناحية الجنسية .
3_تؤدي المخدرات إلى الخمول الحركي لدي متعاطيها .
4_تدهور في الصحة العامة وذبول للحيوية والنشاط .
وهناك الكثير والكثير من الاضرار الصحية.
الاضرار الاقتصادية:
1_المخدرات تستنزف الأموال وتؤدي إلى ضياع موارد الأسرة بما يهددها بالفقر والإفلاس .
2_المخدرات تضر بمصالح الفرد ووطنه ، لأنها تؤدي إلى الكسل والخمول وقلة الإنتاج .
3_الاتجار بالمخدرات طريق للكسب غير المشروع لا يسعى إليه إلا من فقد إنسانيته .
4_إن كثرة مدمنيها يزيد من أعباء الدولة لرعايتها لهم في المستشفيات والمصحات ، وحراستهم في السجون ، ومطاردة المهربين ومحاكمتهم .

طرق الوقاية من الادمان والمخدرات:
للوقاية من الادمان والمخدرت ليس على مسؤلية الفرد نفسه فقط بل وعلى مسؤلية المجتمع وسنعرض بعض طرق الوقاية من الادمان.
بالنسبة للفرد:
1_الاتجاه الى ممارسة الرياضة
2-اتجاة الشباب الى الله وعمل مالا يغضبه.
3_قضاء اوقات الفراغ مع الاسرة والاصدقاء الصالحين.
4_البعد عن اصدقاء السوء.
5_ممارسة الهويات النافعة .
6_بناء النفس عن طريق بناء المشروعات الصغيرة النافعة التى تدفع الشاب على البعد عن الادمان.
7_المشاركة فى الاعمال التطوعية.
بالنسبة للمجتمع:
1_حماية الشاب والفتاة عن طريق الاسرة بالتوعية بانواع المخدرات واسبابها .
2_عدم النظرة الى المدمن الى انه مجرم بل انه مريض يجب مساعدته.
3_قضاء اوقات الفراغ لدى الشباب معهم لكى يشعر الشباب ان هناك من يقف بجوارهم.
4_معاقبة من يتاجر بالمواد المخدرة اشد العقوبات.

وراء كل رجل عظيم امرأه كثير مانسمع هذه الجمله المختصره دون ان نفكر فيها ونتأملها ولكنى عندما تاملت حقيقة هذه الجمله وجدت امثله اعجبتنى واعجبنى فيها نموذج المرأه المثابره المرابطه المؤمنه بقيمة الرجل الذى تحبه وجدت نساء عرفوا معنى الحب والاخلاص والوفاء والعطاء لانهم احسنوا الاختيار فكانوا ممن كتبت سيرهم فى التاريخ باحرف من نور وعلقت اسمائهم بسلاسل من ذهب وتبوأو فى التاريخ مكانتهم الى جوار ازواجهم الذين احسنوا اختيارهم

نبدأ بقصة سيد الخلق وامام المرسلين محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم فعندما تعلم قصة كفاح السيدة خديجه رضى الله عنها مع زوجها ومساندتها له ووتصديقها اياه تضرب لك مثل كاعظم السيدات التى كتبت اسمائهم باحرف من نور فتبدأ القصة عندما كان يعمل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فى تجارة السيدة خديجه فاعجبها منه خلقه وحسن تصرفه وصدقه وامانته واعجبت به اعجابا شديدا وارادت ان تتزوجه وكانت هى ذات الجمال وذات المال والحسب والنسب وكانت ارمله فى الاربعين من عمرها تزوجت من اثنين قبل الرسول وتوفيا عنها وكانت ياتيها الخطاب والطلاب لها فكانت تردهم لانها زهدت فى الزواج لان منهم من ياتيها رغبة فى مالها وجمالها وحسبها فكانت زاهدة فيهم الى ان رات محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وكان قبل البعثه وكان شاب فى الخامس والعشرين من عمره فرات حسن خلقه وامانته وسمعت من غلامها (ميسره) الذى صحبه فى رحلة التجاره الى الشام عن خلقه وكيف ان الربح تضاعف على يده لحسن تصرفه وامانته فاعجبت به اعجابا شديدا وبعثت الى خاطبه اسمها نفيسه طلبت منها ان تسأل سيدنا محمد وتعرف رايه فى الزواج منها فذهبت الخاطبه الى سيدنا محمد لتعرف رايه فى خديجه فسالته لماذا لاتتزوج فقال لها ليس عندى من المال مايزوجنى فقالت له ومارايك فى ان تاخذ المال والجمال والحسب والنسب فقال لها من تقصدى فقالت له خديجه بنت خويلد فقال رسول الله مالى وخديجه اترضى بى خديجه وهى ترد اشراف واسياد مكه فقالت له دع ذلك لى وتمت الخطبه والزواج بين رسول الله اعظم الخلق والسيده خديجه من اعظم واكمل النساء التى جاءت على وجه الارض (كما قال الرسول فى الحديث كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع مريم بنت عمران واسيا امرأة فرعون وخديجه بنت خويلد وفاطمة بنت محمد )

وتمت الخطبه والزواج بين السيده خديجه والرسول وظلت معه الى ان توافها الله فى عام الحزن قبيل الهجره ماتت ولم يتزوج الرسول عليها فى حياتها وهى الوحيده التى ظلت معه دون ان يتزوج باخرى وظل عمرهذا الزواج خمس وعشرون عام وتوفيت والرسول عنده خمسين عام قبل الهجره وانجبت كل اولاده الا ابراهيم كان من ماريه القبطيه وظل الرسول على حبه لها واخلاصه لها فكلما تذكرها كان يبكى صلى الله عليه وسلم وعندما قالت له السيده عائشه ان الله قد ابدلك من هى خير من خديجه تقصد نفسها قال لا والله ما ابدلنى الله خير منها فهى التى ساندتى وهى التى صدقتنى حين كذبنى الناس

وهى التى وقفت مع الرسول فى اول البعثه وانفقت مالها وبذلت من جهدها وكانت اول من صدق الرسول واسلم من الناس وكانت سابقه فى الاسلام على سيدنا ابى بكر فكانت اول المسلمين على وجه الارض وكان يقال ان من ساند البعثه والرسول فى اول امره هم عمه ابو طالب وعشيرته من قريش وخديجه بنت خويلد وظلت بجانب الرسول فى شعب ابى طال ثلاث سنوات والحصار من قريش حولهم حتى ماتت متاثره بهذا الحصار للضعف الذى اصابها ووهن جسمها وصحتها فماتت قبيل الهجره وسمى عام وفاتها فى السيره بعام الحزن هكذا كانت اعظم سيده مع زوجها اعظم الخلق وسيد المرسلين محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم

وننتقل الى فاطمه بنت محمد صلى الله عليه وسلم بنت السيده خديجه وفاطمه من النساء التى كملن وتزوجت من على بن ابى طالب ابن عم الرسول فكان زواجها على حصير بالى ومرتبه ووساده من ليف وبيت زهيد فى اطراف المدينه وقبلت بهذا ووقفت الى جوار زوجا من افضل الناس بعد رسول الله

وناتى الى امثله معاصره نذكر منها طه حسين ونعلم قصته جميعا عندما سافر الى فرنسا واعجبت بثقافته بنت من فرنسا عاصمة الحضاره والجمال وقتها اعجبت بشب فلاح فقير اعمى ضرير لكنها امنت به وبمواهبه فكانت تقرأ له الكتب وتعينه فى رحلته وتزوجا وانتقلت لتعيش معه فى مصر وساندته الى ان اصبح الاديب الكبير طه حسين وحتى وصل الى منصب وزير المعارف (التعليم )

ناتى الى مثل اخر وهو جيهان السادات من اعجب قصص الحب مع الرئيس الراحل محمد انور السادات فعندما تتامل كيف ان بنت فى وضعها تقبل برجل كان فى مثل حال السادات وقت زواجه منها تتعجب لبعد نظرها وسابق رؤيتها فكانت جيهان اقرب ان تكون من عائله ارستقراطيه وامها انجليزيه وكانت بنت زكيه مرحه شديدة الجمال وكان وقتها انور السادات يكبرها بخمسة عشر عاما ومتزوج وعنده اربعة ابناء من زوجته الاولى وكان مفصول من الجيش وقتها وليس لديه عمل يعمله واضافه الى ذلك كان هاربا من السجن والاعتقال السياسى لنشاطاته السياسيه التى اضاعت من عمره عشر سنوات خلف السجون والمعتقلات فكان وقتها اضافه الى عمره الكبير عنها وفصله من الجيش وابناءه وزوجته الاولى كان هاربا من السجن واضافه ايضا الى ذلك انك حينما تتامل فى ملامح السادات تجده ليس عمر الشريف ولا حسين فهمى فهو شاب اسمر نحيل جعد الشعر اصلعه فبالاضافه الى كل ماذكرناه تجده ليس يتمتع بمواهب جماليه وشكليه تجعله يجتذب بنت فى مقتبل عمرها ويرعان شبابها وشديدة الجمال مثل جيهان ولكنها كانت تمتلك حسن البصر والبصيره وصدق الحدس والتوقع والتخمين ان هذا الرجل رجل ليس رجل عادى او شاب مثله مثل باقى الشباب فظلت معه تكافح معه الحياه الى ان عاد الى الجيش وبعدها اصبح فى مجلس قيادة الثوره ثم رئيسا للجمهوريه ومعه جيهان سيدة مصر الاولى

هذه كانت امثله عن نساء خلدت ذكراهم فى التاريخ واستحقوا ان يذكر اسمهم فى التاريخ ولا يتسع المقام الى ذكر كثير من هؤلاء لانهم كثيرون ومنهم من نعرف ومنهم من لم نعرف لاننا اذا اردنا ان نسهب فى ذكرهم لن ينتهى بنا الكلام

وان كان هؤلاء النوعيات النادره من النساء قد اختفين وتلاشين فى زمننا هذا الجميل

طـــرق مختلفــــة للتفكــــير

التفكير المنطقــي، التفكير السـببى، التفكـير المختـزل و التفكير الشامل

لماذا يجب علينا الخروج مــن إطار التفكير الإنساني النمطي السائد؟ ولماذا يجدر بنا العمل علــى تحسس واكتشاف أساليب التفكــير الأخرى ؟ ----- هذه المقالة تلقى الضوء على أنماط أخرى من التفكير وتساعدنا على اكتشاف أسلوب كل واحد منها، حيث يساهم ذلك في نهاية الأمر على تنمية مقدرة التفكير الإنساني وخصوصـــا تجاه اتخاذ القرارات الصائبة المرتبطة بالأحـداث المختلفة التي نتعايش معها يومـيا.


التمهـــــــــيد

في حقيقة الأمر هناك أكثر من طريقة أو أسلوب للتفكير الإنساني، هذا الأمر قد يكون مستغربا من البعض، ولكن نشأتنا ومـا تدربنا عليه وتعلمناه طوال مراحل العمر وما تعودنا علية يجعلنا مقيدين ومتمسكين إلى حد ما بطريقه واحدة في التفكير لإدراك ما يدور حولنا، أو بمعنى آخر نحن جميعا نسير في اتجاه محدود للتفكير يختصر من رؤيتنا وفهمنا للأشياء وقيمتها التي يمكن التعرف عليها بأساليب أخرى من التفكير.

لقد ذكر الســير / جيوفرى فيكرز بأن جراد البحر (الكركند - الاستاكوزا) هــــو مصيدة لنفسه حــيث انه حبيس صدفته التي تعيقه عــــن الحركة السريعــة بالإضافة إلـــى ازرعه الطويـلة و الممتدة مـــن هــــذه الصدفـــة الحـرشفية الملمـــس السهـــلة الالتصــاق بشباك الصيادين، والمعنى مــن ذلك أن هذا الحيوان البحري دائــــما يـــكون محصورا وحبيسا داخل صدفته ومهددا بكل من العوامل والعوائق الخارجية، تفكير الإنسان العادي يكون محصورا وشبيها بحالة الكركند، حيث يفكر و يتحدث و يتفاعل فقط عند الاستجابة لمؤثر ما، ومما يدل على ذلك هو عجزه عـن اجتياز بعض المواقف المتشابهة والمتكررة في حياته.

لاجتياز هـــذه المواقف سيكون من المفيد دائما اللجوء إلى أدوات أخرى للتفكير تخرجــنا مـــن تلـــك النطاقات و الحدود المحصورين بداخلها و تدفعنا لرؤية واكتشاف المواقف و الأحداث وما يدور حولنا من زوايا مختلفة، وتجعلنا قادرين على القفز فوق عوائق حجب الإدراك المختلفة لنكون أكثر قربا لواقعية ما يدور وما نريد أن نفهمه من أجل معالجته بصورة صحيحة وكذلك لجعلنا قادرين على التعامل بنجاح مـع كل مـن التعقيدات على الرغم من فرضية كونها صعبة ولتنمية مقدرتنا على علاج غيرها مـن المألوف والغير مألوف، إن الجزء الأهم في هذا المنحى تنبع من اكتشاف وتقييم رؤية ومنظور الآخرين والعمل على مشاركة مفهومهم، وتلك هي الخصائص التي يتميز بها أسلوب تفكير النظم (Systems Thinking) .

لماذا يجب علينا الخروج من إطار التفكير الإنساني النمطي السائد ؟ ولماذا يجدر بنا العمل على تحسس واكتشاف أساليب التفكير الأخرى ؟

من المفيد أن نتذكر أن الطرق المختلفة للتفكير هي نتاج أصيل وطبيعي للمهارة الفكرية للإنسان وأن البعض من هذه الطرق قد يبدوا للوهلة الأولى منفرا وغريبا والبعض الآخر طبيعيا وبالتالي فإن التعرف على طرق و أساليب التفكير الأخرى يعتبر بحد ذاته وكما ذكرنا مهارة فكرية حقيقية تدفعنا لفهم طبيعة وخصائص هذه الأساليب التي من الممكن أن يكون بعضها غريبا بل محرجا وعصيا على الفهـم لدى البعض في بداية الأمر حيث يتوقف ذلك على نظرة ومعالجة وقدرة الشخص ذاته، مما يعنى أن معرفة مدى فائدة استخدام هذه الأساليب لا يمكن التوصل إليها إلا بعد ممارسة هذا الأسلوب لإدراك المواقف وحل الصعاب واكتساب المزيد من الخبرات.

في النهاية وبصوره عامه سنجد أننا يمكن أن نلتقي جميعا فكريا عند مستوى واحد مثلما يحدث في حلقات نقاش المواضيع العامة وإبداء الآراء.

يعتبر كل من التفكير المنطقي والتفكير السببي هما الطريقتان الأساسيتان اللتان يعتمد عليهما الإنسان في التفكير، المنطقية فقط هي غير كافية لمعالجة المواقف والأحداث المعقدة لأن المنطقية تنتهج التوجه المباشر وتتعامل فقط مع الأمور البسيطة والغير معقدة ولا تضع اعتبار لزمنية الحدث وتأثيره على مجريات الأمور، التفكير السببي يتطلب الكثير من العلم والمعرفة والبحث ويميل إلى النظر تجاه سبب واحد بصورة منفردة وإلى تأثيراته التي يمكن التوصل إليها عن طريق عزل المكونات أو الأجزاء من الكل أو المجموع.

تفكير النظم ينظر إلى ما هو أكثر تعقيدا من ذلك أي إلى المكونات المعقدة ذات الأسباب المتعددة التي تصنع هذه المكونات وتؤثر فيها، الاختزالية أو الشمولية في التفكير تعتبر أساليب فكرية مكملة.

* * * * *

التفكـــير المنطقـي

هناك ثلاث أساسيات تحكم أسلوب التفكير المنطقي (Logical Thinking)، هي:

ا- أن هذا النوع من التفكير يتسم بالموضوعية وأن الاستنتاج من خلاله لا يعتمد على رؤية الفرد الخاصــة
به أو رأيه أو قياسه أو تقييمه للعالم المحيط به الذي تدركه حواسه.

ب - أن الاستنتاج لابد أن يلي ويتبع المنطقية، بمعنى أننا هنا لا نستطيع الاستناد على القول أن الاستنتاج يمكن
أن يكون حسب الحالة (It Depend) بمعني أنــة لا يمكننا اعتبار أن الأولاد أو الصبية هـــم مـــن البشر
فــــي بعض الأحيان وفى أحيان أخرى أنهم ليسوا من البشر.
ج - أن هيكلية هذا النوع من التفكير متعاقبة وتأخذ الشكل إذا (ا) ..... إذن (ب)، وهذه الحالة يطلق عليها مـا
يسمى بسلسلة الاستنتاجات و في الغالب تكون طويلة المسار (التعاقب).

من الأمثلة الشائعة الدالة على هذا النوع من التفكير هو:

- جميع الأولاد من البشر (1) ----> هــذا ولــد (2) ----> إذا فهو من البشـر (3)

- يبـدأ بالتعميم (1) ----> ثم إلى منطقية محتمة (2) ----> ثم اختصار الأمر إلى حالة بعينها (3)

التفكير المنطقي هو طريقه لربط الأفكار والتعبيرات مع بعضهم البعض، وهو أسلوب قوى وجيد من وسائل التفكير حيث يكون دائما مسئولا عن إنهاء الاتفاقيات ذات المصداقية العالية التي نحتاجها وكذلك لاتخاذ القرارات الحاسمة، وعلى الرغم من ذلك لا نتوقع لهذا الأسلوب من التفكير أن يكون جيدا لكل شيء؛ على سبيل المثال إتباع المنطق في الغالب لا يفي بالغرض عند اللجوء إليه لتصنيف المشاكل الأسرية (العاطفية) وخاصة فيما يتعلق بمسائل الزواج والإنجاب !!.
* * * * *

التفكـــير الســــببى

التفكير السببي (Causal Thinking)هو أسلوب أو طريقة لربط النشاطات أو الأحداث مع بعضها البعض، على سبيل المثال:

مهندس الصيانة سيخبرك بأن ماكينة التصوير في مكتبك لا تعمل ومن المفترض أن يشرح لك الأسباب المؤدية إلى ذلك والتي يمكن أن تتلخص فـي الأتي:

- ماكينة التصوير لا تعمل بسبب احتراق المنصهر الموصل للتيار الكهربائي (السبب).

- بالتالي محرك الماكينة لم يبدأ في العمل (التأثير).

- محرك الماكينة لــم يبدأ فــي العمــل (السبب) وبــالتالي جهـــاز تقليـب مسحــوق التصــوير لـــــم يـــبدأ
فــي العمــــل أيضا (التأثير).
- جهـــاز تقليـــب مسحــوق التصــوير لـــــم يــــبدأ فــــي العمــــل (السبب) وبــالتالــي لـــــــم يأخـــــذ
جهــــاز الإحســـاس لملقــــم ورق التصويـــر إشـــارة الاستعـــداد لدفــــع الورقـــة لإنهــــاء عملــــية
التصويـــر (التأثير) ...... الخ.

مما سبق سنجد أن كافة التأثيرات سلبية نظرا لان الأسباب المؤدية إليها أيضا سلبية.

في الظروف العاديــة وحينما يكـون التيـــار الكهربائي موصولا بالماكيــنة (السبب) يعــمل محـرك الماكيــنة (التأثير) حـــيث يــدفــع (السبب) جهـاز تقليــب مسحـوق التصوير للعمـل (التأثير) الذي يقوم بــدورة أيضا لإعطــاء إشــارة الاستعـــداد (السبب) إلـى جهـــاز الإحســـــاس لملقــــم ورق التصويـــر لدفــــع الورقـــة لإنهــــاء عملــــية التصويـــر (التأثير).

هنا كافة التأثيرات إيجابية نظرا لان الأسباب المؤدية إليها أيضا إيجابية.

أيضا هناك ثلاث أساسيات تحكم أسلوب التفكير السببي مشابهة لأسلوب التفكير المنطقي:

ا- هذا التفكير يتسم أيضا بالموضوعية فكــما رأينا فــي المثال السابق كيف كانت البدايــة موضوعــية (توقف
ماكينة التصوير و أجزائها عن العمل)
.

ب- ثـم يأتـي شـرح المهـندس الفــني معـبرا عـن حـالة توقـــف الماكينة عـــن العمـل بواسـطة سلسـله مـــن
الاستنتاجات والتي لابــد أن تكــون منطقية، وفي هذه المرحلة يختلف التفكير السببي عن التفكير المنطقي
من حيث انه يفتح الباب أمام التطرق إلى احتمالات (أسباب) أخرى ، بمعنى أننا هنا نستطيع الاستناد إلــى
القول حسب الحالة
(It Depend) ، فقــــد يكـــون احتراق المنصهر ناتـــج عـــن عيب أثناء عملية التصنيع
(سبب أخر)، أو أن حمل التيار الكهربائي قد ازداد في الآونة الأخيرة بهذه المنطقة (سبب أخر) .....الخ،
من الطبيعي بمجرد قبول منطق أن الماكينة قد توقفت عن العمــل نتيجة احتراق المنصهر فإن الاستنتاجات
ستتوالى من المهندس الفني.

ج- أن هيكلـــية هـــذا الأسلوب مــن التفكـــير أيضــا متعاقبة وتأخـــذ الشكل إذا (ا) ..... إذن (ب) .....إذن
(ج) .......الخ.

* * * * *

التفكـــير المختـزل

طرق التفكير المنطقي والتفكير السببي لا تعتبر أساليب جيدة تساعدنــا في التفكير بالنظم وذلك لأربعـــة
أسباب:

أولا: يميل كل من التفكير المنطقي والتفكير السببي كثيرا لملاحظة خصائص حالات أو مواقف معينة ومن ثم محاولة اشتقاق المبادئ العامة أو التعرف على أنماط عامه حول جزء مختار من النشاطات. وعلى النقيض من ذلك فإنه عند التعامل مع الحالات المعقدة فنحن ننظر في أغلب الأحيان لاتخاذ إجراءات معينه من أجل العمل على تحسين هذه الحالات.

ثانيا: كل من التفكير المنطقي والتفكير السببي يدفع باتجاه العقلانية والموضوعية وإهمال ما يمكن أن ينظر إليه كعوامل شخصية أو عاطفية. مما يؤكد على إمكانية أن يبدو الأمر موضوعيا حينما نتحدث حول (عمل نظام محرك السيارة)، لكن على النقيض سيكون من العسير أن يبدو الأمر موضوعيا حينما نتكلم عن (نظام اختيار السيارة ككل)، الناس لديهم أفضليات متباينة.

بالنظر إلى المثال الأول ( عمل محرك السيارة)، سنجد انه يعكس السهولة المتمثلة في رؤيته على أنه نظام آلي وحسب، بينما في المثال الثاني (اختيار نوعية السيارة) فهو يعكس التعقيدات المتمثلة على أنه نظام للنشاط البشري، تتعدد فيه الرؤى حيث يتضح ذلك من خلال تباين وجهات نظر بعض الناس مع وجهات نظر مجموعات أخرى، الأمر الذي يؤكد حتمية الاقتراب من التضارب في وجهات النظر، بل قد يذهب الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك وهو الانقسام وهذا ما يكون في أغلب الأحيان وينظر إليه على أنه فوق تصميم الأنظمة ذاتها أو كيفية تشغيلها أو استخدامها.

ثالثا: نحن لا نستطيع دائما توقع سلوك النظم المعقدة (حدوث أي تغييرات قد تؤدى إلى نتائج غير متوقعة). معظم الوقت نحن نردد مقولة – الكل يتوقف على ......، على سبيل المثال:

عند تثبيت برنامج جديد لنظام معلومات ما على الحاسب الآلي علينا أن نسأل أنفسنا:

- هل كان هذا البرنامج ملائما للمهمة التي تم شراؤه من اجلها ؟.

- هل الأشخاص المطلوب منهم التعامل مع هذا البرنامج مؤهلين للعمل مع الحاسب الآلي، وما مدى درجة
تأهلهم إلى ذلك ؟.

- هل العوامل السابقة لها تأثيرا على تعامل الأشخاص مع البرنامج بيسر؟.

- وأخيرا ما هو الجزء الذي تم اعتباره ضمن المواصفات القياسية الأصلية للبرنامج ؟

رابعا: تتميز النظم بما يطلق علية بالترابطية البينية (Inter-connectivity) ، وبشكل خاص بحلقات المردود (رد الفعل) (Feedback Loops) لذلك فإن اللجوء إلى التفكير في الأسباب والتأثيرات البسيطة والمنفصلة لن يساعدنا في الأخذ بعين الاعتبار العديد من عوامل التفاعل البيني المختلفة وحلقات المردود.

هذه الملامح التي تسعى دائما إلى معرفة الأسس العامة لحالات أو مواقف معينه، تعمل علي إهمال العناصر الذاتية والشخصية، والتركيز على النظم ألأسهل وتفتيت الحالات أو المواقف إلى أجزاء أصغر حيث يتضح عندئذ التأثيرات الناتجة عن سبب واحد، وهذا ما يطلق علية تقليديا العملية العلمية (Scientific Operation) .

هذا الاختزال يعيق بصورة غير طبيعية المكونات في نظام ما من توفير إمكانية ملاحظة تكرار البيئات، ولكن على الرغم من ذلك، فإن الاختزال أثبت فعالية كبيرة في التطبيق والحصول على مثل هذه النتائج الضمنية البارزة في لغتنا وأدبنا وتفكيرنا. العلة الأخرى في هذا النوع من التفكير هي محدودية حساب أي تغييرات كمية، ولكن مع وجود الحاسبات الآلية أتاح ذلك للعلماء توجيه النظر إلى الحالات الأكثر تعقيدا التي تتميز بلا خطية، وإلى ملاحظة التفاعلات الديناميكية بدلا من الحالات البسيطة ذات العلاقات الخطية.

من أجل التعامل مع ظاهرة من الظواهر أو محاولة فهم موقف من المواقف من خلال هذا الأسلوب من التفكير المختزل (Reductionist Thinking) فإنه لابد لنا من اللجوء إلى تفتيت الأجزاء إلى أخرى أصغر منفصلة ثم نعكف على دراستها واحدة بواحدة فإذا استعصى الفهم نلجأ مرة أخرى إلى عملية التفتيت والفصل للأجزاء حتى نصل إلى ما نريد من استخلاص للنتائج واتخاذ القرارات المرتبطة بفهمنا لكل جزء من الأجزاء، وهذا الأسلوب للاختزال يعتبر الأمثل الذي ترتكز علية معظم النشاطات العلمية و التقنية.

على أية حال، تفكير النظم يضع في الحسبان هذه العوامل المعينة عن طريق تبنى النظرة الشمولية التي تعمل على إكمال النشاط المختزل و/ أو بمعالجة الحالات حينما يكون كل من التفكير العلمي والطريقة العلمية غير ملائمة.
* * * * *

التفكــــير الشامــل

يتعامل التفكير الشامل (الشمولي) (Holistic Thinking) مع المجموع أو الكل بدلا من المكونات أو الجزيئات، فالفكرة الأساسية لمفهوم هذا النوع من التفكير بسيطة جدا ومباشرة. و حتى نتوصل إلى معرفة هذا المفهوم سنتعامل مع السياق التالي، أنت مهندس ديكور وأمامك مهمة لتجهيز معرض للصور الفوتوغرافية الكثيرة والمتعددة الأحجام، أنت مكلف باختيار ما يناسب من الصور وبتوزيعها وتنسيقها على حوائط العرض، أطلق لخيالك العنان من أجل أن تقرر ما سوف يتم تعليقه على هذه الحوائط ؟.

لا يمكن الاستمرار في تعليق اللوحات (المكونات أو الأجزاء) بصورة فردية دونما النظر إلى المساحة الكلية للحوائط (الكل أو المجموع)، حيث يمكن أن يترتب على هذا التصرف تركيز معظم اللوحات في مكان واحد من الحوائط والمساحة الباقية تصبح فارغة (العديد من الأشياء في مكان واحد) أو أن تلك اللوحات غير ملائمة (في الحجم مقابل مساحة الحوائط مثلا) أو أنها مختلفة الأحجام (التنسيق غير ملائم). من هنا لابد من اعتماد النظرة الشاملة أو الشمولية.

مثال آخر، مجموعة مكونة من العديد من الأفراد (المكونات – الأجزاء) لا يعملون سويا بصورة جيدة جلسوا يتناقشون فيما بينهم من أجل التوصل إلى أتفاق على العديد من القرارات (المجموع) المتعلقة بسير العمل في أحد المؤسسات، الاجتماع لا يسير بشكل جيد نظرا لتباين وجهات النظر تجاه مواضيع البحث ولأن كل فرد في المجموعة يحاول الدفاع عن نفسه أمام الآخرين لما قد يتخيله أو يشعر به على أنه نقد موجه إليه، بصورة ما تمت مناقشة المواضيع الغير هامة خلال ساعات طويلة حتى تم الاتفاق عليها بينما تركت الأمور الهامة و الملحة تراوح مكانها حتى انفض الاجتماع. غادر الجميع الاجتماع وقد استنفذوا فكريا ولكن في نفس الوقت ينتابهم الشعور بأنهم لم يحققوا الكثير مما أرادوا. لماذا تحدث مثل هذه المواقف ؟

حتى نستطيع الإجابة عن ذلك لابد لنا في البداية من التوقف والنظر إلى كل فرد في هذه المجموعة كل على حده ونسأل أنفسنا هل هذا الشخص (الجزء) لدية القدرة و الجودة للعمل من خلال هذه المجموعة (الكل) ؟ وأيضا إن قمنا بتسجيل أسماء أفراد هذه المجموعة على هيئة قائمة ثم بدأنا في التساؤل أمام أسم كل واحد منهم بمعلومية مشاركته في هذا الاجتماع المشار إليه وعلاقته به، هل هذا الشخص كان مساهما أم لم يكن مساهما في نشوء هذه المشاكل، مما يجعلنا عند حد معين قادرين على اتخاذ قرار استبعاده من المجموعة متوقعين أن ذلك سيجعل المجموعة تعمل بصورة جيدة في المستقبل.

إن حظوظ هذا القرار من النجاح ليست كبيرة بسبب توجه التفكير إلى النظر فقط إلى ما قام به الشخص (الجزء) في الاجتماع دونما النظر إلى علاقاته مع الآخرين أثناء الاجتماع الذي يعتبر أمرا حاسما لمعرفة ماذا يجرى، وبالتالي فإن توجه التفكير لمعرفة وتحديد العلاقة بين فردين (الأجزاء) من الأفراد ثم بين اثنين آخرين....الخ حتى نصل إلى معرفة وتحديد العلاقات بين مجموع الأفراد ببعضهم البعض (الكل – المجموعة) لاستكشاف التفاعلات بين هذه العلاقات مجتمعه هي من العوامل الرئيسية التي تحدد في النهاية كيف تعمل هذه المجموعة (الكل)، إن سلوك المجموعة (الكل) يتولد بشكل عام نتيجة التفاعلية بين الكل ولا يمكن التنبؤ به بشكل منفصل عن طريق النظر فقط إلى سلوك كل جزء في هذه المجموعة بصورة منفردة.

إن الفكرة الأساسية التي يبنى عليها مفهوم التفكير الشامل هي لابد من التفكير دائما في الكل و ليس في الجزء وعلى الرغم من ذلك سنجد هناك قصور في هذا المفهوم عند تحديد من هو الجزء ومن هو الكل، فمثلا الإنسان قد يعتبر الكل في حد ذاته و هو الجزء ضمن العائلة أو الفريق أو المجموعة، كما أن العائلة أو الفريق أو المجموعة قد تكون الكل ولكنها تشكل الجزء في المجتمع أو النادي أو المؤسسة وهؤلاء على الرغم من أنهم معتبرون ككل ولكنهم أجزاء يشكلون مع أجزاء أخرى الدولة....الخ. وبالتالي فالجميع هم أجزاء وفى نفس الوقت يشكلون المجموع أو الكل. الغزالة بمفردها في الغابة هي جزء لا تستطيع العيش بمفردها إلا من خلال القطيع (الكل) الذى يوفر لها الحماية والقطيع جزء من النظام البيئي (الكل) وهكذا.

على عكس أسلوب التفكير المختزل فإن أسلوب التفكير الشامل (الشمولي) ينظر إلى طبيعة وسلوك الكل أو المجوع المراد فهمه أو معالجته وإذا لم يؤتى ذلك ثماره فسيتم توجيه النظر إلى الكل أو المجموع الأكبر أو الأعلى من الحالي ومعاودة التجربة مرة ثانية وهكذا، مقاربة كل من التفكير المختزل و التفكير الشامل تعملان دائما في اتجاهين مختلفين.

هناك أيضا مشكلة أخرى تكمن في مفهوم هذا الأسلوب من التفكير وهى كيفية النظر إلى الكل وفهم مجموع السلوك لهذا الكل الذي يمثله المجموعة أو القطيع أو المجتمع أو حتى النظام البيئي، ولذلك ليس من السهل التفكير بصورة شمولية تامة لأن المخ البشرى يلتقط العديد و العديد من المعلومات المحسوسة معظم الوقت وعلية تنظيمها أو بناء هيكلية لها بشكل من الأشكال ونظرا لضخامة المعلومات الملتقطة فإنه يقوم خلال هذه العملية بالتقاط الأجزاء المهمة من هذا الكم من المعلومات ويتغاضى عن بقيتها، حيث يتم تخزين هذه المعلومات الملتقطة تحت ما يسمى بفئات ذات وجود سابق.

الناس لديها ميل لتذكر الأحداث التي تعمل على تأكيد نظرتهم للواقع فمثلا سنجد أنه إذا ظن أحد الأشخاص ظنا سيئا بأحد زملائه على أنه يريد الإيقاع به عن طريق التقرب إليه، عند هذا الحد فإنه سيتذكر مباشرة بعض المواقف و الأحداث التي يمكن أن تؤكد ظنه هذا بل والذهاب إلى أبعد من ذلك عن طريق تشويه بعض الحقائق التي تنفى هذا الظن، فربما يكون هذا التقرب من باب توطيد الصداقة فيما بينهم، ولكن سيستمر هذا الظن والتأكيد على أنه في غير مصلحته.

ولذلك سيكون من السهل واليسير ترجمة ما يحدث أمامنا مباشرة على أنه تأكيد لما نفكر به وليس القيام دائما بإعادة التفكير والتقييم لما نريد أن نقتنع به في كل الأوقات أو بعبارة أخرى لابد أن نحاول تبسيط الأفكار والمعلومات الهائلة التي نتلقاها وتحويلها إلى أنماط مألوفة لنا، في الحقيقة كافة أساليب التفكير تسعى إلى التبسيط نظرا لأنه من غير الممكن التعرف على وفهم حقيقة الواقع المحيط بنا بأكمله. التفكير الشامل (الشمولي) يعمل على تبسيط المجموع أو الكل وهذا ما يميزه عن الأساليب الأخرى.

إبراهيم حسين حسنى
مستشار إدارة وتطوير الأعمال والتسويق الدولي
عضو الجمعية الدولية للنظام التفاعلي
الولايات المتحدة الأمريكية
------------

الفكرة مستوحاة من – المصدر:

تفكير النظم وتطبيقاته
آندى لان (1999) – كارين شيب (2002)
روزاليند أرمسون – جون حموى – جون مارتن – روب باتون

---------------



المقدمه:

البلوتوث تقنيه جديده طرقت الأبواب في بداية عام 1998م والتى لاقت إهتماما كبيرا وإنتشارا سريعا فى الأعوام الماضيه ومنذ بدايه ظهورها ، لكن هل تعلم كيف تعمل تقنيه البلوتوث؟؟

سبب التسميه :

ترجع التسمية إلى ملك الدنمارك هارولد بلوتوث Harald Bluetooth الذي وحد الدنمارك والنوروي وتوفى في 986 في معركة مع إبنه. وتم إختيار هذا الإسم لهذه التكنولوجيا للدلالة على مدى أهمية شركات الدنمارك والنوروي والسويد وفنلند فى صناعة الإتصالات، بالرغم من أن التسمية لا علاقة لها بمضمون التكنولوجيا.


فكرة عمل البلوتوث :


الإتصال بين الأجهزة المختلفة بدون أسلاك


ماهى تقنيه البلوتوث:

عبارة عن طريقه للإتصال اللاسلكي عبر موجات الراديو(RF) قصير المدى بين أجهزه تشكل شبكه شخصيه محدودة المسافه حوالي 10 أمتار، وبالتالي أي جاهزين يتبعوا نفس هذا المعيار يمكنهم الاتصال وتبادل البيانات فيما بينهم دون الحاجة إلى إتصال مباشر فيما بينهم والجهاز ممكن أن يكون هاتف محمول أو حاسب الى أو كاميرا رقميه أو حتى الطابعه.



نشأه البلوتوث:



كلنا نعرف أن الأجهزه الإلكترونيه يتم ربطها ببعضها البعض عن طريق أسلاك التوصيل المعروفه مثل توصيل الحاسب الألى بلوحه المفاتيح والطابعه و بوصلات ال .USB

وأيضا أجهزة "T.V"و"VCR" وجهاز إستقبال الأقمار الصناعية تتصل فيما بينها بكوابل خاصه ويمكن التحكم بها عن بعد عن إستخدام الأشعة تحت الحمراء

وأجهزه الهاتف اللاسلكية المنزلية قصيرة المدى (حوالي 50 مترا) والتي تتصل بقاعدتها عبر موجات الراديو(RF) حيث تقوم القاعدة بالاتصال بخدمة الاتصال عبر سلك خاص

وغيرها الكثير من الأجهزة الإلكترونية

ولكن ظهرت العديد من المشاكل ألا وهى:

أن توصيل جهازين الكترونين مع بعضهما البعض يحتاج إلى توافق في العديد من النقاط، من هذه النقاط :



(1) كم عدد الأسلاك اللازمة لتوصيل جهازين؟ ففي بعض الاحيان يكون سلكين فقط مثل توصيل الستيريو بالسماعات وفي احيان اخرى يتطلب الامر 8 اسلاك أو 25 سلك كالوصلات المستخدمة في الكمبيوتر وأجهزته الطرفية.

(2) ما نوع التوصيل المستخدم بين الأجهزة لتبادل المعلومات؟ هل هو على التوالي أم على التوازي؟ فمثلا الكمبيوتر يستخدم الطريقتين للتوصيل من خلال المخارج المثبتة في لوحة الأم فتصل الطابعة مع الكمبيوتر على التوازي أما لوحة المفاتيح والمودم فيتصلا مع الكمبيوتر على التوالي.

(3) ما نوع البيانات المتبادلة بين الأجهزة؟ وكيف تترجم إلى اشارات خاصة تستجيب لها الاجهزة؟ هذا ما يعرف باسم البروتوكول Protocol. وهذه البروتوكولات يتم استخدامها من قبل جميع الشركات المصنعة فمثلاً يمكن توصيل جهاز فيديو من نوع Sony مع جهاز تلفزيون من نوع JVC. وذلك لان البروتوكولات المستخدمة لتبادل المعلومات موحدة مسبقاً.

ومع ازدياد ربط الاجهزه ببعضها البعض عن طريق الاسلاك كان من الصعب التحكم فى كميه الوصلات المستخدمه حتى لو تم استخدام اسلاك ملونه للتمييز بينها كما أنه لا يمكن ربط كافة الأجهزة الإلكترونية مع بعضها البعض مثل الكمبيوتر وملحقاته وأجهزة الاتصالات وأجهزة الترفيه المنزلية بعضها البعض لان ذلك يتطلب إعداد بروتوكولات جديدة وإضافة المزيد من الأسلاك.


من هنا جاءت فكره البلوتوث


الفرق بين البلوتوث و الاتصال اللاسلكي(عن طريق الأشعة تحت الحمراء):

1) الأشعة تحت الحمراء تقدم الاتصال في اتجاه محدد (خط مستقيم)، بينما البلوتوث في جميع الإتجاهات.

2) الأشعة تحت الحمراء تقوم بربط جهاز بجهاز واحد فقط(One to One) في نفس الوقت، بينما تستطيع تقنية البلوتوث ربط العديد من الأجهزة ما دامت ضمن نطاق التغطية.

لذلك جاءت تقنيه البلوتوث هى الحل لمشاكل الإتصال اللاسلكى حيث قامت مجموعه من الشركات بتطوير مواصفات خاصة في لوحة صغيره RADIO MODULE" " وهى عبارة عن شريحة صغيره و رخيصه تثبت في الحواسيب والطابعات والأجهزة المحموله والأجهزة المنزلية.


هذه الشريحه تحل محل الأسلاك عن طريق إستقبال الأوامر من الجهاز ونقله لاسلكيا بتردد معين يبلغ حوالي2.45 جيجا هرتز إلى جهاز الإستقبال الذي يترجمه إلى الأوامر الصادره له عبر نفس الشريحة المثبتة فيه.

نوع الشبكة التي تدعمها بلوتوث :

تعتمد تقنية البلوتوث على معيار IEEE 802.11 والذي يعرف نوعين من أنواع الشبكات:

1) آدهوك (Ad-hoc) وهي عبارة عن مجموعة من الأجهزة التي يمكن أن تتصل مع بعضها دون الحاجة لجهاز مزود (Server) بحيث أن جميع هذه الأجهزة دائماً في وضع الاستعداد للاتصال مع أي جهاز آخر ضمن الشبكة.


2) الخادم - الزبون (Client/Server) وهي عبارة عن شبكة تحتوي على عدة أجهزة من بينها جهاز رئيسي تتم جميع الاتصالات من خلاله بحيث يقوم بتوجيه الإرسال ومراقبة الازدحام وتحديد صلاحيات الوصول وغيرها.

أما بالنسبة لتقنية البلوتوث فهي تدعم النوع الأول من الشبكات المعرفة من IEEE802.11 وهي ad-hoc وذلك أن كل جهاز يجب أن يكون مستعدا للاتصال ويعطي لكل الوحدات المتصلة حرية الوصول إليه.


ميزات تقنية البلوتوث


  • رخيص الثمن ( ثمن الشريحة يترواح بين 5 –20 دولار)
  • يستهلك قدره"power" قليل بمقارنته بغيره من تقنيات اللاسلكي
  • يجتنب أي تشويش مع غيره من الأجهزه المحموله بطريقة ذكية حيث أن اشارة البلوتوث ضعيفة وتبلغ 1 ميليوات إذا ما قورنت باشارات اجهاز الهاتف النقال التي تصل إلى 3 وات. هذا الضعف في الإشارة يجعل مدى تأثير اشارات البلوتوث في حدود دائرة قطرها 10 متر ويمكن لهذه الاشارات من اختراق جدراان الغرف مما يجعل التحكم في الأجهزة يتم من غرفة لاخرى دون الحاجة للانتقال مباشرة للأجهزة المراد تشغيلها.
  • يمكن نقل البيانات و الأصوات عن طريقه

  • تعمل وسيلة اتصال البلوتوث عند تردد 2.45 جيجاهيرتز وهذا التردد يتفق مع الاجهزة الطبية والاجهزة العلمية والصناعية مما يجعل انتشار استخدامه سهل. فمثلا يمكن فتح باب الكارج من خلال اشعة تحت الحمراء يصدرها جهاز خاص لذلك ولكن باستخدام البلوتوث يمكن فتح الكراج باستخدام جهاز الهاتف النقال.

تطبيقات البلوتوث:

هناك الكثير من التطبيقات التى ظهرت بظهور تقنيه البلتوتوث ومنها:

  1. التحكم اللاسلكى والاتصال بين الاجهزه المحموله وسماعات الرأس وهى واحده من اولى التطبيقات التى ظهرت.
  2. الشبكات اللاسلكية بين أجهزة الكمبيوتر في مكان ضيق .
  3. الاتصال اللاسلكي مع مدخلات اجهزه الكمبيوتر الشخصية والمخرجات مثل الفأره ولوحه المفاتيح والطابعه.
  4. نقل الملفات ، وتفاصيل الاشخاص والتقويم والمواعيد ، وايضا التذكير بين الأجهزة عن طريق OBEX
وهو اختصار ل OBject EXchange
وهو عباره عن بروتوكول للإتصال يسهل عمليه تبادل البيانات بين الإجهزه .

5.إستبدال الإتصالات السلكية التقليدية المستخدمه في أجهزه الإختبارات ، وأجهزة إستقبال النظام العالمي لتحديد المواقع والمعدات الطبية ،والباركود والماسحات الضوئية ، وأجهزة مراقبة حركة المرور.

والكثير من التطبيقات الأخرى.

اضرار البلوتوث بالنسبه للجوال:

تعمل تقنية الجوال على موجات بترددات مختلفة أكثرها استخداما 900 ميجاهيرتز تقريباً، بينما تعمل موجات البلوتوث على تردد 2450 ميجا هيرتزتقريباً، وبالتالى التردد المستخدم في تقنية البلوتوث هو نفس التردد المستخدم في أفران المايكروويف(تقريباً).

ومع وجود إختلاف في التردد فهناك إختلاف في القدرة على إختراق هذه الموجات للأنسجة الحية.

كلما زاد التردد أصبحت قابلية الاختراق أقل، فعلى إفتراض أن موجات الجوال تسير لعمق اثنين ونصف سم، فإن موجات البلوتوث، لا تتجاوز واحد ونصف سم، يعني أن موجات البلوتوث، قدرتها على إختراق أجسامنا أقل من موجات الجوال! وبالتالي فإن أثرالبلوتوث على أجسامنا أقل من الهاتف الجوال.

سلبيات البلوتوث:

لكل تقنية جانب سيئ ، لكن هذا الجانب لا يلغي الفائدة والجوانب الإيجابية ، فمن أبرز السلبيات الناتجه عن ظهور تقنيه البلوتوث هى إساءة استخدام هذه التقنية من قبل بعض الشباب من خلال تناقل الملفات ذات المضمون السيئ، هذا علاوة على إهدار الأوقات من قبل بعض الموظفين والطلبة في استقبال وإرسال الملفات، كما أن من السلبيات مضايقة الشباب للنساء في الأسواق والأماكن العامة والعكس.

وكأى وسيله اتصال فالبلوتوث له مخاطر أمنيه حيث يمكن من خلاله إنتهاك خصوصية المستخدمين وسرقة بياناتهم وعناوينهم الهاتفية

.

والحل في هذه الحالة هي الحرص على عدم الاحتفاظ بوثائق وصور ذات طابع شخصي في هذه الأجهزة، والعمل على إيقاف الخدمة وعدم تشغيلها إلا عند الحاجة ولوقت قصير ثم يعاد إيقافها، مع مراعاة عدم فتحها في الأماكن العامة والطرقات.

يعد مرض السمنة مرض العصر,و يعانى منه كثيرون من الناس و المشكلة تكمن فى الامراض المصاحبة للسمنة وليس فقط فى السمنة.


فقد أثبتت الاحصائيات أن مرضى السمنة معرضون لكثير من الامراض أكثر من غيرهم من ذووي الاوزان الطبيعية و ترصد كثير من الدول المتقدمة ميزانيات ضخمة للقضاء على مرض السمنة وعلى منع تطور هذا المرض الى الامراض الاخرى الاكثر خطورة والتى قد تؤدي ألى هلاك الكثيرين و تعتبرالسمنة نوعا من انواع الاعاقة ليس فقط على المستوي الشخصى ولكن أيضا على المستوي الدولى ومن أهم الطرق العلمية للقضاء على هذا المرض هى التوعية الكافية فى وسائل الاعلام المختلفة أيمانا من العلماء والاطباء بأن الوقاية خيرمن العلاج.


وللاسف الشديد قد يتصور البعض أن زيادة الوزن مشكلة جمالية فقط ولا يتخيلون مدي خطورة تطورمرض السمنة الى الامراض الاخرى وكم مرة سمعنا مقولة أنسان سمين أنة يتمتع بلياقة عالية وأن هذه الزيادة فى الوزن لاتشكل أى أعاقة أو خطورة على صحته وللاسف هؤلاء البدناء بعيدون تماما عن تخيل المخاطر الصحية التى قد تصيبهم بسبب زيادة الوزن وهذا خطأ فادح فقد يصاحب زيادة الوزن بعض الامراض الهامة مثل أمراض القلب والشرايين بما فى ذلك أرتفاع ضغط الدم وداء السكر ومشاكل بالمفاصل و أحيانا الاصابة ببعض الاورام السرطانية.


والجدير بالذكر أن هناك بعض المؤشرات الدالة على المخاطر الصحية التى قد تحدث للشخص السمين و أنه من خلال بعض القياسات البسيطة التى يستطيع أى فرد أجراؤها دون الحاجة الى أستشارة طبيب مختص ليعرف أذا كان عرضة الى الامراض المصاحبة للسمنة أم لا فلنتعرف معا على بعض المؤشرات الدالة على المخاطر الصحية التى قد تصاحب السمنة ولتعرف أذا كانت زيادة وزنك تشكل خطرا على صحتك أم لا

· مقياس معدل كتلة الجسم:

أول هذه الحسابات هو مقياس معدل كتلة الجسم و بعملبة حسابية بسيطة نستطيع أن نحدد هذا المعدل ويحسب هذا المعدل عن طريق قسمة الوزن بالكيلوجرامات على الطول مربع بالمتر وطبقا لمعدل كتلة الجسم ينقسم الافراد الى :

الافراد ذوى الوزن الطبيعى ويقع معدل كتلة الجسم لديهم بين 18.5-24.5

الافراد ذوى الوزن الزائد ويقع معدل كتلة الجسم لديهم بين 25- 29,5

الافراد ذوى السمنة البسيطة ويقع معدل كتلة الجسم لديهم بين 30- 34.5

الافراد ذوى السمنة المتوسطة ويقع معدل كتلة الجسم لديهم بين 35-39.5

الافراد ذوى السمنة المفرطة ويقع معدل كتلة الجسم لديهم أكثر من 40

ويتناسب معدل كتلة الجسم تناسب طردى مع كثير من الامراض المصاحبة للسمنة خاصة مرض السكر وأمراض القلب والشرايين و الضغط المرتفع وتكوين الحصاوي فى المرارة وكلما زاد هذا المعدل زادت خطورة الاصابة بهذه الامراض وخاصة فى مرضى السمنة المفرطة عندما يكون المعدل أكثر من 40

ولكن يجب على الفرد أن يحرص على معرفة أن هذا المؤشر قد يكون عالى القياس فى الافراد الرياضين لان كتلة العضلات تزن وبالطبع هذا يؤدى الى زيادة مقياس معدل كتلة الجسم ولذلك فى هذه الحالة يجب أن يحرص الشخص على معرفة كتلة الدهون فى الجسم وذلك عن طريق مؤشرات أخرى كقياس محيط الخصر أو قياس نسبة الدهون بأجهزة خاصة

· قياس محيط الخصر:

وهذا هو المؤشر الثانى الذى يدل على مدى تأثير البدانة على صحة الشخص وهو يعبر عن كم تراكم الدهون حول الاعضاء الداخلية للجسم وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة مباشرة بين زيادة محيط الخصر وأحتمالات الاصابة بالامراض المصاحبة لزيادة الوزن. وأذا تعدى محيط الخصر 102 سنتيمتر فى الرجال أو 88 سنتيمتر فى النساء ترتفع أحتمالات الاصابة بامراض القلب وأرتفاع ضغط الدم وداء السكر.

ويعد قياس الخصر قياسا سهلا بالنسبة لجميع الاشخاص ومؤشرا قويا لاحتمالات حدوث المرض فى كثير من الاشخاص خاصة هؤلاء الذين تقع كتلة الجسم لديهم من 25-40 أما الاشخاص ذوى المعدلات العالية لمقياس كتلة الجسم فينصح بقياس كم الدهون عن طريق أجهزة خاصة متوفرة فى مراكز طبية متخصصة.

والجدير بالذكر أن توزيع الدهون فى منطقة الخصر والارداف فى السيدات يختلف من سيدة لأخرى فأذا كانت منطقة البطن ممتلئة بالنسبة لمنطقة الارداف فهذا يسمى توزبع الدهون كثمرة التفاح و يعتبر توزيع سيئ فهو يعنى أن الدهون تتراكم حول الاعضاء الداخلية وقد يسبب الكثير من الامراض المصاحبة للسمنة أما أذا كانت الدهون متراكمة حول الارداف فهذا توزيع أنثوي كثمرة الكمثرى ولا يسبب مشاكل من الناحية الصحية

· نسبة الدهون الثلاثية و الكوليسترول فى الدم:

وتعد نسبة الدهون فى الدم من القياسات الهامة الاخرى و تستدعى من الشخص أن يصوم أثنى عشرة ساعة قبل أجرائها فى المعامل المتخصصة:

1. الكولستيرول ذو الكثافة العالية و يعرف بالكولستيرول الواقى الذى كلما زادت نسبته كلما قلت أحتمالات الاصابة بأمراض القلب والشرايين وعلى العكس فأن النقص في نسبة الكولستيرول المرتفع الكثافة يعتبر مؤشرا دالا على أحتمالات الاصابة بأمراض القلب والشرايين.

2. الكولستيرول ذو الكثافة المنخفضة ويسمى الكوليسترول الضار و أرتفاع نسبته يعتبر نذيرا بأحتمالات الاصابة بالامراض السابق ذكرها.

يعتبر ترسب الدهون فى الشرايين من أهم العوامل المؤدية الى القصور فى الشرايين التاجية ولذلك يبدو واضحا أنه علينا قياس نسب الانواع المختلفة من الدهون فى حالة السمنة لاهمية هذه التحاليل فى توقع الاصابة بمشاكل الشرايين التاجية.

· العامل الوراثى:

تؤثر العوامل الوراثية فى أحتمال الاصابة بالامراض المصاحبة للسمنة وقد يتساوي شخصان فى كم السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة فى غذائهم ولكن يصاب أحدهم بالسمنة دون الاخر و يرجع ذلك الى القابلية للسمنة الموروثة عبر الجينات وقد تم حديثا أكتشاف جين وراثى للسمنة بسمى (ف ت أو) يرث كل أنسان شكل معين من هذا الجين و قد أثبتت الابحاث الحديثة وجود علاقة وثيقة بين أحد أشكال (ف ت أو) الموجودة عند بعض الافراد و أرتفاع معدل كتلة الجسم بالتالى كما يمكن توقع أحتمال الاصابة بالسمنة عبر التحاليل الوراثية ولكن تلك التحاليل لانزال أكثر تعقيدا بكثير من حساب معدل كتلة الجسم لدى الوالدين من أجل توقع أحتمالات أصابة الابناء بالبدانة.

ولكن العامل الوراثى لا يؤثر بأكثر من 30% فى الاصابة بالامراض المصاحبة للسمنة وتكون النسبة الباقية بسبب أتباع أساليب غير صحية فى الحياة ومن أهمها التغذية الغير سليمة وعدم ممارسة أى نشاط جسمانى.

وقد سجلت الدراسات الاحصائية أن زيادة الوزن لدى ابناء البدناء يصاحبها فى أغلب الاحيان أسلوب غذائى غنى بالسعرات الحرارية لجميع أفراد الاسرة مع عدم ممارسة أى نشاط رياضى ولكن الوضع يختلف عند أبناء الاشخاص ذوي الوزن الطبيعى فغالبا ما يكون الاسلوب الغذائى للعائلة كلها أسلم والنشاط الجسمانى أعلى وأذا أدرك ألاباءالبدناء أهمية أقلال السعرات الحرارية المقدمة لأبنائهم وشجعوا أبنائهم على ممارسة الرياضة و ابعدوهم عن أسلوب الحياة الخامل وبهذا يمكنهم وقاية أبنائهم من السمنة ومشاكلها العديدة

· عامل الفوضى الغذائية:

يؤثر عامل الفوضى الغذائية مثل تناول الوجبات السريعة ذات الدهون المشبعة والسعرات الحرارية العالية وعدم الالتزام بمواعيد الوجبات تأثيرا ضارا لانه يقلل من أستجابة خلايا الجسم لهرمون الانسولين والذى يؤدى الى حدوث الامراض المصاحبة للسمنة ومن أهمها مرض السكر وأمراض القلب و الشرايين

· عامل الحياة الخاملة:

وقد أثبتت الاحصائيات العلمية أن عدم ممارسة النشاط الرياضى يتناسب تناسبا طرديا مع أمراض السمنة وقد أكد الباحثون ان عدم النشاط الحركى يؤدى الى ترسب الدهون الضارة فى الاوعية الدموية و يؤدى الى حدوث الامراض المصاحبة للسمنة كما أن حياة الخمول ينتج عنها نقصان فى الكولستيرول ذو الكثافة العالية (الواقى ) ولذا ترتفع أمكانية الاصابة بالامراض كما ذكر من قبل

وأذا كنا قد تعرفنا سويا على مؤشرات الاصابة بالامراض المصاحبة للسمنة فكيف اذا نقى أنفسنا من حدوث هذه الامراض؟

الحل المثالى:

وهناك مثلث معروف وناجح يجب أتباعه لتعديل سلوك الشخص السمين ويتكون من النشاط الرياضى والنظام الغذائى الصحى والاحساس بالراحة النفسيه أتجاه هذا التغيير الصحى فمن المعروف أن مزاولة النشاط الرياضى يساعد على نقصان الوزن والتخلص من الدهون المتراكمة وذلك لان عند أتباع أية حمية غذائية ذات سعرات حرارية أقل من أحتياجات الشخص يفقد الشخص الوزن بنسبة 75% من الدهون و25% من الكم العضلى وفقدان الكم العضلى يؤثر تأثيرا سلبيا على حرق الدهون وللتخلص من هذا العامل يجب أن يزاول الانسان النشاط الرياضى حتى لا يفقد الكتلة العضلية أثناء أتباع الحمية الغذائية ذات السعرات الحرارية القليلة كما أنه عند مزاولة النشاط الرياضى تنطلق فى الدم مواد معروفة علميا باسم الاندورفين وهذه الكيماويات تساعد الانسان على الشعور بالراحة النفسية و تدفعه للانتقاء السليم لنوعية الطعام.

بدا الأمر أقرب مايكون مجاراةً للعصر , ثم أقرب وأقرب للعبةِ النسائيةِ القديمةِ المتجددة ( لستن أفضل مني ) .


فبعد أن كنتُ مولعةً بسحر الكلمه , مفتونةً وبدرجةٍ طاغيه بسطوةِ الكتاب , لاأكتفي من معاشرته يوماً بعد يوم ولاأملّ احتضانه ولثمه وعناقه الساعات الطوال , وجدتني مدفوعةً _ وبحكم المقولةِ التي تنص على أنك إن لم تجارِ العصر فأنت متخلف ودقه قديمه _ إلى الإستجابه لداعي المسايره والرغبه في أن أكون( بنت مودرن ) , ولاأخفيكم أنني كنت أغتاظ من إيماءات البعض لي بأنني ( مغبّره ) و ( ماعندي سالفه ) كوني لاأمتلك ( لاب توب ) خاص بي ولاأعرف دهاليز النت ومدنه وساحاته .

وفي كل صباح كنت أرى زميلاتي في العمل وهن يحملن حقائب الكمبيوتر المحمول ثم يشْرعن بالنقر علي لوحته ودوماً ما كنت أردد في نفسي ( ياحليلكم والله انتوا اللي ماعندكم سالفه ) , وكان يقيني قوياً بأن مايفعلنه مجرد هراء , ومما عمل على تأكيد يقيني هذا أنه في كل مره كنا نُجري فيها حواراً ما حول قضيةٍ ما , تكون( أنا المغبّره ) من تمسك بزمام الحوار وإدارته وتفنيده وتوسيعه ومن ثَم الفوز به .

في نهاية الأمر ألفيتني ملكوزةً _ بدافع الفضول من جانب , ومن جانبٍ آخر بدافع اقتحام المجهول الذي قد يمنحني شيئاً مفيداً , ومهموزةً بأكبرِ محرّضٍ لي ألا وهو مجرد المسايره والعمل على وضع حدٍ لمباهاة النسوة المرافقات لي _ إلى شراء ( لاب توب ) خاص بي بدلاً من الإكتفاء بالكمبيوتر المكتبي القابع في ركن الصاله والذي لم يكن يحظى مني إلا بإطلالاةٍ نادره ,
ونكايةً بالنسوةِ اللائي كنّ يستعرضنَ بأجهزتهن الحديثه عملتُ على شراء جهاز ( سوني ) ذي اللون الأحمر [ طبعاً بالتقسيط المرير ] ثم اقتنيت كل ملحقاته مصبوغةً باللونِ الأحمر .... إذ أنني أخذتُ الأمر مجرد ( مجاكره ) .


والآن وبعد تسعةِ أشهرٍ من شرائي للجهاز واقتحامي لـ عالم النت , أتسائل: ماالذي جنيته حقاً من الشبكةِ العنكبوتية ؟
إنني طوال مكوثي أمام هذا الجهاز لم أشهق شهقة عجبْ ولم أنفُث آهة انبهار ولم أرتدي حلة القداسه التي كانت تلازمني أثناء قراءتي للكتاب , بل إنني وبعد كل عملية إغلاقٍ له أفتش عن شيءٍ ثمينٍ ظفرت به فأجدني قد أويتُ إلى غرفتي بخفيّ حنين !

أذكر أنني قرأت أن إحدى الدراسات الحديثة التي جرت في العام 2005أشارت إلى أن 50% من الجمهور الفرنسي بدأ يعزف عن شراء الكتب ويتجه إلى الإنترنت كمصدر للمعلومات والمتعه ,
وتبعاً لذلك فقد أعلن وزير الثقافة الفرنسي حالة الطواريء القصوى , فنزل هو ومجموعه من كبار الكتّاب والمؤلفين إلى الشوارع والحدائق العامه والمراكز الثقافيه والمكتبات العامه يقرؤون ويتحدثون مع الناس من حولهم عن القراءة والكتب في مهرجانٍ اسموه ( مهرجان جنون المطالعه ) !
لماذا فعلوا ذلك ؟

هل لأنهم وجدوا أن معلومات النت الجاهزه تعمل على خمول العقل , فهي لاتنشّط الذاكره ولاتمرّن عضلاتها ! ؟
أم خوفاً من انقراض الكتّاب الحقيقيون ؟
فالورقه والقلم هما من أنتجا أدباً رفيعاً لانجده في هذه الأيام !
ومن لايقرأ لايستطيع أن يكتب !

وهنا يحضرني عالم المنتديات والكتابات التي تملأ صفحاته والتي تجعلك تتساءل : إن كان لدينا كل هذا الحشد من الفاهمين والخبراء والمتخصصين , فلماذا لانزال متأخرين عن الركب ؟
الجواب وببساطه : لأنه ليس هناك من مبتدع , والعمليه لاتعدو كونها طرحٌ لفكرةٍ مأخوذةٍ من مكانٍ ما وإلباسها حلةً جديده ,
وإن تساءلنا مجدداً : لماذا لايوجد مبدعٌ في الكتابه ؟

سيبرز الجواب ياساده : إن القراءه هي المحرّض الحقيقي على الكتابه , فمامن كاتبٍ مجيد , قديمٍ أو معاصر إلا وكانت الكتب زاده وفاكهته وضوء ليله ......................لكن القوم لايقرؤون !
ولو أنهم فعلوا لعلموا أنه ماكان ثمة " جاحظ " في التراث العربي لولم يكن مولعاً بالقراءةِ صبياً , يبيت في دكاكين الوراقين ليلاً , حتى كانت آخر أنفاسه تحت كتبه ومجلداته فكان شهيد الكتب ,
وقلِّبوا إن شئتم في سيرةِ المتنبي وسارتر الوجودي وغيرهم ممن بلغوا العنان في هذا المجال لتعرفوا فضل القراءةِ عليهم وكيف أن أياديها البيضاء أوصلتهم إلى مابلغوه .
إنك بالقراءه تجوب البلدان , تعرف الحقيقه فتلتمس الحريه , تفهم الحاضر وتقفز للمستقبل بعيونٍ أبصرت الماضي فـــ وعت عظاته ,
أنت بالقراءه تعيش أكثر من حياه وأكثر من تجربه !

وحين سئل ( فولتير ) عمن سيقود الجنس البشري أجاب : الذين يعرفون كيف يقرؤون ,
وربما كان هذا مادفع مالكوا الرقيق في امريكا إلى رفض مجرد فكرة شعبٍ أسود متعلم وبناءً عليه فقد حرّموا على السود حتى قراءة الإنجيل !

صحيح أننا نلِج عالم المنتديات طمعاً في تقوية قدراتنا الكتابيه , لكن لابد أن يسبق ذلك تركيزٌ على ذواتنا , فنقلِّب مابدواخلها ونطوّره وننميه , ولاسبيل لتلك التنمية إلا بالقراءه , فبعد بذور الموهبه لابد وأن نمتلك جمهوراً من الكلمات وقوافل من الكتب والفهارس والمعاجم والقواميس , لابد أن نمر على الموروثات الشعبيه وكتب الأمثال والحكم ,
لابد أن نقرأ ونقرأ ونقرأ ..................................... ثم نعاود القراءه ,
فالكاتب الجيد قاريءٌ جيد .

في الختام لاأنسى أن أرسل هذه الأبيات إلى الصديق الذي لن أبدل مكانه بآخر مهما طال الزمن وتبدلت الظروف , والذي مازادني تصفحي للنت إلا إقبالاًعليه وتعظيماً له :
أنا من بدل بالكتب الصحابا ....................لم أجد لي وافياً إلا الكتابا
صاحبٌ إن عبته أو لم تعب....................ليس بالواجد للصاحب عابا
كلما أخلقته جددنـــــــــــــي..................وكساني من حلى الفضل ثيابا
صحبةٌ لم أشك منها ريبةٌ ....................وودادٌ لم يكلّفني عتابــــــــــا


ودمتم قارئين .
لماذا نقرأ الرواية ؟؟




باراك أوباما لم يكن قارئاً عاديا ً للروايات , لذا جائت قصته مختلفةً بشكل كبير عن باقي قصص الكفاح في التاريخ العالمي ..

يعترف أوباما بأنه عانى كثيراً في فهم جذور هويته الإفريقية , وبالتالي في فهم نفسه خصوصاً مع غياب والده الذي لم يقابله سوى مرةً واحدة عندما كان في العاشرة من عمره .. لذا يقول بكل صراحة :

إن غياب والده علمه أهمية الروايات , وهذه القصص ساعدته على فهم هويته , فاثنان على الأقل من معارفه خلال السنوات التي أعقبت تخرجه ظنا أنه سيصبح كاتباً , وأنه الأقرب إلى أن يصبح كاتباً روائياً أكثر من أي فرد في العائلة , فالروايات جعلت الجوانب الأكثر غموضاً من الحياة مفهومة بالنسبة إليه , أو على الأقل منحته الثقة ليكون قادراً على أن يكتب قصة حياته بطريقته وبالتالي يصبح مسيطراً على الرواية وليس ضحيةً لها .

خلال مراهقته ( كما صرح للنيوزويك الأمريكية في الأول من أبريل 2008 ) كان يشك في بعض الروايات العائلية ويعتقد أنها مبالغ بها بعض الشيء. كان في سن يبدأ فيها الأولاد بالتمييز بين الخرافة والحقيقة، وغالبا ما يخيب أملهم بأهلهم.


إحدي القصص التي لم ينسها تتعلق بوالده. إنها القصة الوحيدة عن والده التي أخبره بها أقرباؤه البيض والمرتبطة بالعرق بشكل مباشر. ومفادها أن:

جد باري الأبيض ومجموعة من الأصدقاء الآخرين من هاواي اصطحبوا باري الأب-والد باراك كان قد غير اسمه إلى باري كي يندمج مع المجتمع الأمريكي - إلي حانة في وايكيكي. المشهد مبهج. الجميع يشربون ويأكلون علي أنغام غيتار هاوايي عندما أعلن رجل أبيض بصوت عال للساقي أنه يرفض احتساء مشروبه قرب زنجي . توقع الزبائن المندهشون حصول عراك. لكن باري الأب ابتسم ووبخ الرجل بهدوء بشأن غباء التعصب، ووعود الحلم الأمريكي، وشمولية حقوق الإنسان . ردا علي ذلك، أعطاه الرجل الأبيض الذي شعر بالخزي 100 دولار تعويضا عن خطيئة العنصرية التي ارتكبها. حتي أوباما الشاب وجد صعوبة في تصديق الرواية. لكن بعد مرور عدة سنوات، كما يذكر في كتابه Dreams From My Father (أحلام من والدي)، تلقي اتصالا من رجل أمريكي من أصول يابانية كان زميل باري الأب في الدراسة في هاواي. وقد أخبره القصة نفسها من دون أن يسأله عن ذلك. فتأثر أوباما بلهجة الرجل المفعمة بالدهشة، والأمل .

واعتماداً على المقولة الشهيرة ( إإن من يقرأ كثيراً .. هو بالضرورة كاتب جيد ) ,,

فقد كتب أوباما مذكرات تفصيلية في نيويورك , وقد تبين فيما بعد أنها مفيدة , يقول :: ( كتابة المذكرات خلال هاتين السنتين لم تزودني فقط بمواد أستعملها في كتابي , بل علمتني أيضاً طريقة صياغة الجمل لتكون مؤثرة ) .


وربما تكون هذه العوامل :: القراءة , الكتابة , القدرة على الحلم بطريقته الخاصة , وحتى الإندماج مع البيئة المحلية باستلهام ذاكرة قارة كاملة عن طريق القراءة , هي التي جعلت باراك أوباما مديناً لقراءة الروايات وكتابة المذكرات فيما بعد .. فقد ساعدته على تشكل حلمه بطريقة عجيبة ليصبح أول رئيس أمريكي – غير أبيض - ومن يدري فربما كانت كل ورقة تصويت بيد كل ناخب أمريكي هي ورقةً في فصل من فصول رواية أوباما الحقيقية !


إن الرواية لم تعد هدفاً للتسلية , أو قضاء وقت ممتع , بل أصبحت عملاً فكرياً وفنياً يتطلب جهداً خاصاً من الكاتب , ومن ثم جهداً متميزاً من القارئ , الذي أصبح لزاماً عليه أن يقرأ وهو يفكر , وأن يتأنى في قراءته حتى يتمكن من متابعة الصورة التي يرسمها الكاتب للشخصية والتي تتميز بفردية لم يسبق لها نظير ..

فمن المعروف أن هذا الفن الأدبي (الرواية) فنٌّ حديث نِسْبياً، لم يَمْضِ على استوائه على سوقه، ناضجاً، أكثر من ثلاثة قرون في العالم الغربي، ولا أكثر من قرن ونصف قرن في عالمنا العربي. بَيْدَ أن هذا الجنس الأدبي تخلَّق حين تخلق جنساً مرناً منداح الأبعاد، قادراً على الهضم والتمثل والإفادة من فنون أخرى. وقد وصفه (نجيب محفوظ) بالفن الذي يُوَفِّق ما بين شغف الإنسان الحديث بالحقائق وحنينه الدائم إلى الخيال... وما بين غنى الحقيقة وجموح الخيال اجتهدت الرواية في أن تحتقب صفات الأجناس الأدبية الأخرى، وأن تفيد من فنون مختلفة غير الأدب،

فالرواية الأمريكية مثلاً تتبادل مع السينما طرقاً مختلفة، والرواية الجديدة في أوربا تقتبس من الموسيقى طرقاً في التأليف. وبعض الروايات المعاصرة يفيد من تقنيات المسرح، ومن مزايا القصة القصيرة وشؤونها، ومن وهج الشعر ولغته المشحونة وصوره المثيرة ومجازاته الرائعة. وتستطيع الرواية أن تهضم وتستثمر عناصر متنافرة كالوثائق، والمذكرات، والأساطير، والوقائع التاريخية، والتأملات الفلسفية، والتعاليم الأخلاقية، والخيال العلمي، والإرث الأدبي والديني بكل أنواعه، حتى لتكاد تبدو جنساً بلا حدود، إنها كما يرى (د. جابر عصفور) الجنس القادر على التقاط الأنغام المتباعدة والمتنافرة والمتغايرة الخواص لإيقاع عصرنا (زمن الرواية، لعصفور، ص 53)، لذا صارت حسب عبارة (علي الراعي) "ديوان العرب المحدثين" .


إنَّ الأحداث التي تشكل الحبكة في الرواية أحداث تشاكل الواقع الموضوعي، ولكنها لا تطابقه، فهي تنقاد بخيوط خفية، لتنتهي نهاية غير اعتباطية، ولتقدّم وجهة نظر، أو رؤية، أو معنىً. وقلّما يدخل في القصة حدث ناشز، أو يُحْشَر فيها حشراً عشوائياً موقف لا وظيفة له... إن الكاتب الجيد -كما يقول ادغار آلان بو- "هو من يضع نصب عينيه السطر الأخير عندما يكتب السطر الأول" ..


ولما كانت الأحداث مرهونة بوجود شخصيات تفعلها، أو تنفعل بها، أولى النقد الروائي اهتماماً كبيراً بالشخصية الروائية، والشخصيات الروائية لا تبدو كائنات خيالية لا حياة فيها، بل هي كما يقول عنها (حنا مينه) "حيَّة تماماً بالنسبة للقُرَّاء، وهي أكثر حياة بالنسبة للمبدعين" - (هواجس في التجربة الروائية ص 111).


وإذا كان الخيال الخالق هو الرحم الذي تنبثق منه الشخصيات الروائية، فإن الواقع الموضوعي، والحياة الاجتماعية، هما اللذان تنتهي إليهما تلك الشخصيات، فكما أن الخيال عقيم دون صلة له بالواقع، فإن الفكر الفني كله دون خيال عقيم أيضاً.. وعليه فالمتخيّل السردي يوازي، غالباً واقعاً اجتماعياً موضوعياً، ويحيل إليه، كما يشير المحمول إلى الحامل، ويحيل إليه.


وإذ يبعث الروائيون حياة في أبطالهم يفاجأون أحياناً، بأن هؤلاء قد يفلتون من أيديهم، ويحيون ظروفاً أخرى، ويشقِّون دروباً لم تمهَّد لهم، وقد ينطقون بما لا يهواه خالقوهم... ورغم ذلك، فإنَّ إشكالهم قائم ودائم، إذ لا مناص من أن ينظر النقاد إليهم على أنهم نماذج تجسّد فكرة، وتُعبِّر عن موقف..

وكما تحيا الشخصيات في الروايات تموت. وفي موت الأبطال في الرواية دلالات كثيرة، حتى إن الموت ذاته قد يتخذ أشكالاً ويصبح إشْكالاً.


إن الانفتاح اللانهائي على الواقع هو الذي يجعل الرواية تتمتع بحرية الحركة والتعبير أكثر من أي جنس أدبي ويبعدها عن التأطير ويهيئ فرصة وجود التميز والاختلاف في كل رواية، وربما هذا هو الذي دعا فورستر أن يقول إنه لو اجتمع عدد من الكتاب حول طاولة مستديرة مثل تلك الطاولة المشهورة في مكتبة المتحف البريطاني، وطلب منهم كتابة رواية عن موضوع موحد لخرج الجميع كل برواية مختلفة. وربما هذا أيضاً ما دعا فيرجينيا وولف أن تنادي في عهد الحداثة أن أي موضوع يصلح أن يكون مادة الرواية، ولا داعي أبداً أن تتكون مادة الرواية من تلك الموضوعات التي اتخذتها الرواية التقليدية مادة لها مثل الحب، والزواج، والثروة، والملهاة، والمأساة، وغير ذلك من المواضيع المتكررة التي طرقتها رواية العصر الفكتوري. وتهدف فيرجينيا وولف إلى القول بأن الرواية لا تمتلك بل لا تستطيع أن تعطي نفسها الحق في القدرة على تقديم صورة كاملة أو حتى شبه كاملة عن الواقع رغم أنها أقرب الأجناس الأدبية إلى الواقع المعيش وأقدرها على التعبير عنه.


أصبح الروائي في القرن العشرين ينظر إلى الرواية على أنها شكل مفتوح ولكن دون الادعاء أن لديه القدرة على تقديم صورة نمائية أو متكاملة لواقع اللاحدود. وهذا خلاف الاعتقاد الذي ساد القرن التاسع عشر وهو أن الرواية كانت سبيلاً للسيطرة على الواقع.


بينما في القرن الحادي والعشرين .. نجح القارئ الذكي في التعامل مع الرواية بما يتناسب مع واقعه ليصبح رئيساً لأكبر دول العالم .. متكئاً على روايات مختلفة .. كتب من خلالها روايته المفرطة في الواقعية .. كقارئ جيد .

ابحث في المدونة