أرشيف المدونة

وراء كل رجل عظيم امرأه كثير مانسمع هذه الجمله المختصره دون ان نفكر فيها ونتأملها ولكنى عندما تاملت حقيقة هذه الجمله وجدت امثله اعجبتنى واعجبنى فيها نموذج المرأه المثابره المرابطه المؤمنه بقيمة الرجل الذى تحبه وجدت نساء عرفوا معنى الحب والاخلاص والوفاء والعطاء لانهم احسنوا الاختيار فكانوا ممن كتبت سيرهم فى التاريخ باحرف من نور وعلقت اسمائهم بسلاسل من ذهب وتبوأو فى التاريخ مكانتهم الى جوار ازواجهم الذين احسنوا اختيارهم

نبدأ بقصة سيد الخلق وامام المرسلين محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم فعندما تعلم قصة كفاح السيدة خديجه رضى الله عنها مع زوجها ومساندتها له ووتصديقها اياه تضرب لك مثل كاعظم السيدات التى كتبت اسمائهم باحرف من نور فتبدأ القصة عندما كان يعمل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فى تجارة السيدة خديجه فاعجبها منه خلقه وحسن تصرفه وصدقه وامانته واعجبت به اعجابا شديدا وارادت ان تتزوجه وكانت هى ذات الجمال وذات المال والحسب والنسب وكانت ارمله فى الاربعين من عمرها تزوجت من اثنين قبل الرسول وتوفيا عنها وكانت ياتيها الخطاب والطلاب لها فكانت تردهم لانها زهدت فى الزواج لان منهم من ياتيها رغبة فى مالها وجمالها وحسبها فكانت زاهدة فيهم الى ان رات محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وكان قبل البعثه وكان شاب فى الخامس والعشرين من عمره فرات حسن خلقه وامانته وسمعت من غلامها (ميسره) الذى صحبه فى رحلة التجاره الى الشام عن خلقه وكيف ان الربح تضاعف على يده لحسن تصرفه وامانته فاعجبت به اعجابا شديدا وبعثت الى خاطبه اسمها نفيسه طلبت منها ان تسأل سيدنا محمد وتعرف رايه فى الزواج منها فذهبت الخاطبه الى سيدنا محمد لتعرف رايه فى خديجه فسالته لماذا لاتتزوج فقال لها ليس عندى من المال مايزوجنى فقالت له ومارايك فى ان تاخذ المال والجمال والحسب والنسب فقال لها من تقصدى فقالت له خديجه بنت خويلد فقال رسول الله مالى وخديجه اترضى بى خديجه وهى ترد اشراف واسياد مكه فقالت له دع ذلك لى وتمت الخطبه والزواج بين رسول الله اعظم الخلق والسيده خديجه من اعظم واكمل النساء التى جاءت على وجه الارض (كما قال الرسول فى الحديث كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع مريم بنت عمران واسيا امرأة فرعون وخديجه بنت خويلد وفاطمة بنت محمد )

وتمت الخطبه والزواج بين السيده خديجه والرسول وظلت معه الى ان توافها الله فى عام الحزن قبيل الهجره ماتت ولم يتزوج الرسول عليها فى حياتها وهى الوحيده التى ظلت معه دون ان يتزوج باخرى وظل عمرهذا الزواج خمس وعشرون عام وتوفيت والرسول عنده خمسين عام قبل الهجره وانجبت كل اولاده الا ابراهيم كان من ماريه القبطيه وظل الرسول على حبه لها واخلاصه لها فكلما تذكرها كان يبكى صلى الله عليه وسلم وعندما قالت له السيده عائشه ان الله قد ابدلك من هى خير من خديجه تقصد نفسها قال لا والله ما ابدلنى الله خير منها فهى التى ساندتى وهى التى صدقتنى حين كذبنى الناس

وهى التى وقفت مع الرسول فى اول البعثه وانفقت مالها وبذلت من جهدها وكانت اول من صدق الرسول واسلم من الناس وكانت سابقه فى الاسلام على سيدنا ابى بكر فكانت اول المسلمين على وجه الارض وكان يقال ان من ساند البعثه والرسول فى اول امره هم عمه ابو طالب وعشيرته من قريش وخديجه بنت خويلد وظلت بجانب الرسول فى شعب ابى طال ثلاث سنوات والحصار من قريش حولهم حتى ماتت متاثره بهذا الحصار للضعف الذى اصابها ووهن جسمها وصحتها فماتت قبيل الهجره وسمى عام وفاتها فى السيره بعام الحزن هكذا كانت اعظم سيده مع زوجها اعظم الخلق وسيد المرسلين محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم

وننتقل الى فاطمه بنت محمد صلى الله عليه وسلم بنت السيده خديجه وفاطمه من النساء التى كملن وتزوجت من على بن ابى طالب ابن عم الرسول فكان زواجها على حصير بالى ومرتبه ووساده من ليف وبيت زهيد فى اطراف المدينه وقبلت بهذا ووقفت الى جوار زوجا من افضل الناس بعد رسول الله

وناتى الى امثله معاصره نذكر منها طه حسين ونعلم قصته جميعا عندما سافر الى فرنسا واعجبت بثقافته بنت من فرنسا عاصمة الحضاره والجمال وقتها اعجبت بشب فلاح فقير اعمى ضرير لكنها امنت به وبمواهبه فكانت تقرأ له الكتب وتعينه فى رحلته وتزوجا وانتقلت لتعيش معه فى مصر وساندته الى ان اصبح الاديب الكبير طه حسين وحتى وصل الى منصب وزير المعارف (التعليم )

ناتى الى مثل اخر وهو جيهان السادات من اعجب قصص الحب مع الرئيس الراحل محمد انور السادات فعندما تتامل كيف ان بنت فى وضعها تقبل برجل كان فى مثل حال السادات وقت زواجه منها تتعجب لبعد نظرها وسابق رؤيتها فكانت جيهان اقرب ان تكون من عائله ارستقراطيه وامها انجليزيه وكانت بنت زكيه مرحه شديدة الجمال وكان وقتها انور السادات يكبرها بخمسة عشر عاما ومتزوج وعنده اربعة ابناء من زوجته الاولى وكان مفصول من الجيش وقتها وليس لديه عمل يعمله واضافه الى ذلك كان هاربا من السجن والاعتقال السياسى لنشاطاته السياسيه التى اضاعت من عمره عشر سنوات خلف السجون والمعتقلات فكان وقتها اضافه الى عمره الكبير عنها وفصله من الجيش وابناءه وزوجته الاولى كان هاربا من السجن واضافه ايضا الى ذلك انك حينما تتامل فى ملامح السادات تجده ليس عمر الشريف ولا حسين فهمى فهو شاب اسمر نحيل جعد الشعر اصلعه فبالاضافه الى كل ماذكرناه تجده ليس يتمتع بمواهب جماليه وشكليه تجعله يجتذب بنت فى مقتبل عمرها ويرعان شبابها وشديدة الجمال مثل جيهان ولكنها كانت تمتلك حسن البصر والبصيره وصدق الحدس والتوقع والتخمين ان هذا الرجل رجل ليس رجل عادى او شاب مثله مثل باقى الشباب فظلت معه تكافح معه الحياه الى ان عاد الى الجيش وبعدها اصبح فى مجلس قيادة الثوره ثم رئيسا للجمهوريه ومعه جيهان سيدة مصر الاولى

هذه كانت امثله عن نساء خلدت ذكراهم فى التاريخ واستحقوا ان يذكر اسمهم فى التاريخ ولا يتسع المقام الى ذكر كثير من هؤلاء لانهم كثيرون ومنهم من نعرف ومنهم من لم نعرف لاننا اذا اردنا ان نسهب فى ذكرهم لن ينتهى بنا الكلام

وان كان هؤلاء النوعيات النادره من النساء قد اختفين وتلاشين فى زمننا هذا الجميل

0 التعليقات:

ابحث في المدونة